لطالما شهدنا العديد من النقاشات
الجدية وبالغة الحدة بين داعمي أنظمة MAC OS ومشجعي Window والتي قد نكون طرفاً بها في أغلب
الأوقات، لا عجب أن بعض هذه النقاشات قد تفيد العقل وتظهر العديد من المعلومات
القيمة في حال عدم التحيز إلى منتج معين دون الآخر فقط بسبب محبته.
فما أود أن
أعرضه هنا هو مجموعة من المقارنات التي تقيم عمل كل من النظامين الأكثر شعبيةً من
نواحي عديدة تظهر إمكانيات كل نظام وفيما إذا استحق أحد المنتَجَين تشجيعك الخاص
أم أنك كنت مخطئاً لكل هذه الأعوام، هنا سوف تجد ايهما هو
الأفضل بالتأكيد .
لمحة عن التطور التصميمي والخدمي
احتفظ التاريخ الالكتروني بكل تأكيد بسجل طويل من
التطورات والتحديثات التي مرت على هذين النظامين منذ إنشائهما إلى حد هذا اليوم،
فإن كنت من أحد المتابعين في الثمانينات من القرن الماضي فقد تكون التصميمات
الأولى والأفكار الأساسية التي عمل عليها المؤسس لآبل الراحل ستيف جوبز مازالت
عالقة في ذهنك لما توجه إليه من نقلة نوعية تربط البرمجة بواجهات تخاطبيه أكثر
تفاعلية مع المستخدم ليقف انحسار هذه الأنظمة على الشركات والمعامل العملاقة بنظرة
مستقبلية إلى سوق استهلاكية أكبر.
APPLE
ظهرت أولى نسخ Apple COMPUTER Inc. والتي تعرف بآبل فقط اليوم كنظام
قادر على معالجة
الغرافيك والرسوميات
بشكل بسيط بالطبع لكنه قد أحدث واحداً من أكبر المنعطفات في تاريخ الأنظمة
الحاسوبية والتي ظهر بها لأول مرة في 1984، ليقبل على استخدام آليه GUI: Graphic User Interface
إضافةً إلى إمكانية ما كان يعرف بالتطبيقات لأول مرة والتي لن يتثنى لك سوى
استخدام واحد منها في ذات الوقت الزمني,
لتظهر التتابعات
الزمنية بعدة تطورات متسارعة فسحت المجال إلى تعددية الاستخدام للتطبيقات وسرعة
استدعائها، إضافةً إلى ما عرف لأول مرة من إمكانية تخزين بعض الملفات المتشعبة أو
المتتالية والتي لا نكاد نلاحظ أنها ميزة اليوم، ليتم ذلك قبالة صمت IBM العملاق البرمجي والشركة الأوسع
على مستوى العالم ليشكل ستيف أول تهديدات جدية لهيمنة الشركة منذ ظهورها، ليتتابع
ظهور الشركة بحلة الإبداع والتميز إلى ما نراه اليوم في نظام Mac OS x 10.10 المعروف باسم Yosemite ليضم أضخم المزايا والإضافات التي
يمكنك استخدامها في الوقت الحاضر.
MICROSOFT
بعد الأعمال
الكبيرة التي حققها نظام Mac
منذ أول إصداراته أثار هذا النجاح قدرات بيل غيتس الذي عمل في أول مشواره كمبرمج
تطبيقات لدى سنيف جوبز في انطلاقته المبكرة، لينفصل عنه ويشرع بتأسيس امبراطورية
مايكروسوفت التي بدأت بالكاد كشركة برمجية بميزانية متواضعة إلى أن سار بمركبة
ويندوز التي ظهرت كألد أعداء Mac
إلى هذا اليوم وذلك في أواخر عام 1985 ليعتمد على ذات المزايا التي قفزت بماك إلى
المرتبة الأولى من واجهات تخاطبيه وقدرات متعددة المهام.
خرجت أولى هذه
النسخ تحت اسم بسيط Windows 1.0
والتي عنت شبابيكه الكثير آن ذاك لما قدمته من منافذ متعددة لاستخدام التطبيقات
وإدارتها بسرعات لم تفكر بها IBM
في ذاك الزمن، لتتوالى الأنظمة كمنافستها بنسخ رقمية حتى وصول 3.1 والتي تبعها Windows NT 3.51, NT 4.0,windows 95,98, 2000
والتي قد تبدو كأسماء مألوفة جداً إلى من عاصر تلك الحقبة البرمجية المرعبة،
لنستقبل في يومنا هذا Windows 10
أحدث ما توصلت إليه مايكروسوفت بعد سلسلة طويلة تضمنت WIN Millennium, XP, Vista, seven و نسخة 8.1 التي تعتمد عليها معظم
الأجهزة في أنحاء العالم حالياً.
الانتشار
العالمي والتسويق
حسب ما صدر عن
بعض الإحصائيات التقريبية لمدى استخدام كلى النظامين في العالم التكنولوجي اليوم
فقد بلغت حصة السوق من منتجات ويندوز ما يقارب 91.8% بالمقارنة مع الماك الذي
استحوذ فقط على 7.3% المتبقية من السوق العالمية، ويعود السبب في تلك النسبة إلى
مبيعات شركات الحواسيب الرقمية التي تزود مستخدميها بنسخ من أنظمة ويندوز أساسية
عند الشراء مما قد يفرض اعتياده عدم الرغبة في الانتقال إلى غيره من قبل
المستخدمين العاديين.
بينما مع عمر استخدام أطول لحواسيب آبل الداعم الوحيد لأنظمتها فقد يلعب
عنصر التسويق أحد أهم العوامل التي تحسر انتشار Mac على بقية المنتجات الحاسوبية، ففي ذلك الحال قد
يصعب تحديد رغبة المستخدم الخاصة بنظام التشغيل المفضل مما لا يعطي تلك النسبة
انعكاساً دقيق على مستويات استخدام كلى النظامين على حدا.
الدعم التقني
والتطبيقات البرمجية
يختلف الأداء
التقني بين هذين النظامين بخط ينحني بين التشابه وأكبر الاختلافات، وهذا يعتمد على
المنتج الذي تزوده بتلك الأنظمة من ناحية أخرى، لكن بشكل عام إن قمنا بمقارنة
جهازين بالصفات الداخلية ذاتها ” معالج، قرص صلب، مخارج USB، والذاكرة العشوائية RAM….” قد تتغلب آبل بخصوص الحواسيب
متدنية ومتوسطة المزايا لأن الشركة تدعم بشكل تلقائي أعلى المستويات لدى منتجاتها
الباهظة مما سيمنح تلك الحواسيب الخفيفة قدرة على العمل بأعلى جهد.
حين الذهاب إلى
المقارنة مع الأجهزة عالية المستوى الأدائي قد يكون الحكم صعباً بين الاثنين،
فعادةً ما تحمل أجهزة ماك المعالجات الأسرع من حواسيب ويندوز المتنوعة، ولكن قد
يختلف الأمر عن الحديث عن ذاكرات RAM
والتعامل مع الأقراص الصلبة إضافةً إلى مآخذ USB.
وعلى الرغم من أن حواسيب آبل قد
تتقدم على ويندوز بإقلاع ومعالجة بسيطة بشكل أسرع في الكثير من الأحيان إلّا أن
معالجة الرسوميات والعمليات عالية المستوى سيتغلب بها ويندوز بأفضلية مطلقة، مما
قد يقلب الكفة بعض الشيء إلى ناحية بيل غيتس ومنتجاته.
بالنسبة للدعم
البرمجي للتطبيقات المحلية لكلى الطرفين، فيتيح ماك مجموعة مميزة من التطبيقات
الأساسية التي تقدم معظم الخدمات المطلوبة لكل حاسب وتتضمن SuperDrive للتعامل مع الأقراص الليزرية، تطبيقي audio in/out
للتحكم بالصوتيات، FireWire
المتخصص بإدارة الملفات،
وأخيراً Thunderbolt
والمتعلق بمقاطع الفيديو والمشاهد المتحركة، ويضاف إلى ذلك بعضاً من الخدمات
البسيطة للتحكم بالطرفيات كمدير Ethernet
ومأخذ الطاقة الممغنط. يقدم ويندوز العديد من الخدمات المتماثلة أيضاً لكن مع بعض التحسينات
والإضافات كمشغل Blu-ray،
مدير القنوات التلفزيونية، وبعض الطرفيات الضرورية كمدخل HDMI، إضافةً إلى أهم
مزاياه وهي دعم الحواسيب ذات الشاشات اللمسية، وهذا ما سيتيح بعض التقدم أيضاً
لويندوز على حساب نظيره العملاق.
مستوى الحماية و الأمان
فرق كبير آخر
سنشهده في المقارنة بين Mac
وPC على مستوى الأمان والتي تتضمن
الكثير من الفيروسات والتطبيقات الخبيثة ناهيك عن الدخلاء الغير مرغوب بهم.
بما أن جل تركيز
الحواسيب العالمية يعتمد على أنظمة ويندوز منذ سنين طويلة فقد لفت هذا النظام
أنظار المخربين إليه بشكل أكبر عن أي من الأنظمة الحاسوبية الأخرى بما فيها ماك،
وعلى الرغم من أن كلى النظامين مغلقي المصدر فإن الهجمات التخريبية مازالت تتزايد
بوجههما مع تباين كبير بمدى الخباثة وعدد التجارب.
تقع معظم أجهزة
ويندوز عرضةً تحت العديد من التطبيقات الخبيثة التي تسكن 80% من أجهزة المستخدمين
العاديين على الأقل ويعد Trojan
او حصان طروادة بأشكاله المختلفة من أكبر تلك الفيروسات المجرمة، وفيما يواجه
مستخدمو ويندوز الخداع المتواصل من قبل تلك التطبيقات التي قد تظهر بشكل مقنع جداً
لتحميلها كمضادات فيروسات، تطبيقات تحسين أداء، بعض التخصيصات لمظهر الشاشة
والكثير، يرقد مستخدمو ماك بسلام بعيداً عن يدها.
طبعاً لا يعني
هذا الكلام أنه من الممكن إهمال عامل الأمان من قبل مستخدمي ماك، فقد ظهر مؤخراً
مجموعة من النسخ المشابهة لجيش الفيروسات الطروادية غرضها تنفيذ العديد من عمليات
الاخلاس وسرقة المعلومات وعلى رأسها تطبيق MacGuard أو حامي ماك الذي سيحول مملكته إلى جحيم تقني، تهدف
تلك المجموعة من التطبيقات الخبيثة إلى تعريض نظامك للعديد من المشاكل البرمجية
ليظهر MacGuard كالتطبيق الأمثل في وجهك للقضاء
على تلك الفيروسات اللعينة بينما يركز في القضاء على بياناتك وخصوصيتك الحاسوبية،
والتي ستمكنه من التجسس على معظم ملفاتك الرقمية وحساباتك البنكية التي تتعامل بها
من خلال حاسوبك عبر الشبكة والذي يعرض تلك الحسابات لأخطار سرقة مفاجئة.
يعود السبب في
ظهور تلك المخربات حديثاً إلى زيادة شعبية ماك بين المستخدمين البسيطين كمدراء
الأعمال والمحال التجارية وطلاب الجامعات، مما يوجه الأنظار نحو نسخة شعبية جديدة
من أنظمة التشغيل، فكلما زادت هذه الشعبية بكل تأكيد سيتطلب الحفاظ على أمنها
مجهوداً أكبر وهذا ما يجعل ماك أكثر أمناً وأقل عرضة للاختراقات نسبياً عن جارة
ويندوز إلى حد الآن.
حرية التعامل مع المصادر وتطويرها
قد تلفت هذه
الناحية أنظار المبرمجين الذين لطالما اتجهوا نحو ويندوز لما يدعمه من تطبيقات برمجية
هامة والتي نجح بها بالتغلب على ماك حسب تجربتي البسيطة، ولكن ما يطمح إليه ماك
الجديد هو جذب انتباه مستخدمي Linux
والذي يعد أهم أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر، ويعتمد تخطيط آبل الناجح على تمكين
مطوري Unix الأساسيين بالعمل على أنظمتها
وجعلها أقرب إلى مبرمجي Linux
من منافسه العنيد.
حيث أن العديد من
مشاريع التطوير في آبل قد قادها مطوري يونكس بأكملها من ناحية تصميمية أو برمجية
والتي تعتمد كلياً على المصادر المفتوحة كـ HomeBrew، MacPorts، Fink والتي عملت على تحسين نقطة
المصادر المفتوحة التي يحلم بها مستخدمين ويندوز وسيظلوا عالقين في هذا الحلم إلى
وقت طويل أيضاً حسب اعتقادي.
تعتمد النواة
الأساسية في نظام ماك أو الـ Kernel
كاسم برمجي كبعض من التطبيقات مثل WebKit
وCUPs على آلية المصادر المفتوحة مما
يبني كل هذا النظام المغلق على أسس مفتوحة المصدر في أساسها، هذا ما قد يفتتح
مجموعة هائلة من المزايا البرمجية لدى مطوري أنظمة التشغيل لكنها بكل تأكيد لن تصل
إلى نظام مفتوح بالكامل لطالما بقيت آبل كـ ويندوز على أساس العمل الربحي فقط،
ولكن مع كل ذلك قد يهم ماك مطوري الأنظمة أكثر من ويندوز لافتتاحها على الأقل
بعضاً من مداخل التطوير الحر على عكس مايكروسوفت وتوجهاتها.
القيمة المادية وعلاقتها مع التحديثات
ستكون هذه
الناحية آخر تلك المقارنات والتي قد يتوقف الكثير عليها لما يوجد من فرق بين هذين
النظامين في تلك الناحية، طبقاً لإحصائية قد تمت من قبل NDP أحد مؤسسات الأبحاث التسويقية
وجدت نسبة 79% من الحواسيب المباعة في الولايات المتحدة كانت من نصيب تلك التي
تدعم ويندوز.
لكن المفارقة
الكبيرة هي أن مبيعات الأجهزة التي قد كلفت أكثر من 1.000 دولار ذهب 88% منها إلى
نصيب آبل (المصدر)، وهذا ما يوضح أن حواسيب ماك لم ولن تكون حسب اعتقادي هدفاً
لمتوسطي الدخل أو أصحاب الميزانيات الصغيرة.
بنظري أن السعر
المرتفع لحواسيب آبل يقف كأحد أكبر العوائق من تغلبه على حواسيب ويندوز، إضافةً
إلى الفروقات الكبيرة بين المزايا التي تزودها الشركات إلى أجهزتها والتي تباع
بسعر يعادل مستوى متوسط أو أقل من حواسيب ماك، وبالنظر إلى السعر الخاص بنسخ
الأنظمة متفردةً فقد يتركز استغلال ويندوز في هذه النقطة بشكل أكبر بكثير من آبل.
حيث أن آخر نسخ
آبل Yosemite التي أصدرت العام الماضي بنظام 64
بت لن تكلفك سوى الضغط على زر تحديث إن كنت من مالكي نظام Mavericks 64 bit والذي يمكنك الحصول عليه بالمجان
أيضاً عبر متجر التطبيقات الخاص بالشركة، بينما قد تكلفك بعض النسخ الأقدم حوالي
29دولار أمريكي كما في نسختي Lion
64 Bit 2011 وSnow Leopard 64 Bit
2009 وهذا ما يظهر توجهات الشركة نحو السعي لنشر المنتج على أوسع نطاق
كلما تقدمت خطوة مع الزمن.
بالنظر إلى عملاق
التجارة الآخر مايكروسوفت فإن إصدارات الأنظمة قد تلعب واحدة من أهم مصادر الأرباح
لدى الشركة فقد يكلفك الحصول على نسخة Windows 7 Home Premium 32 Bit ما يقارب 94.دولار أمريكي وهذا
ينطبق أيضاً على نسخة Windows 8.1
مع زيادة بسيطة تظهر التكلفة بـ 101.79 دولار كعرض خاص عوضاً عن 119.99$ مع شحن
مجاني عبر متجر أمازون الإلكتروني، أما بالنسبة لـ Windows 10 فقد تشهد نسبة أعلى قليلاً من
السعر في حين إصداره النهائي إلى المستخدمين في وقت لاحق من هذا العام والتي مايقارب 130 دولار أمريكي
حسب التوقعات.
بعد متابعة هذه المفارقات التي يحتل كل من هذين النظامين مرتبته المنافسة
فيها، فقد أرى حسب اعتقادي أن حواسيب ماك قد تكون الأفضل على الإطلاق لكن بالنسبة
للاستخدام البسيط أو لبعض التطبيقات الضرورية لأصحاب الأعمال والتي قد تجعل
معلوماتهم بأمان إلى حد أكبر من الأنظمة الأخرى، أما إن كنت تبحث عن استهلاك كبير
وألعاب ضخمة، أو تطبيقات برسوميات غرافيك عالية فقد تكون الحواسيب الداعمة لـ
ويندوز هي الاختيار الأمثل لك.
مقارنة كافيه ووافية.. عاشت ايدج ندى
ردحذفمشكور ديار ايدك العايشة ☺️
حذف